کد مطلب:109869 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

خطبه 151-فتنه های آینده











ومن خطبة له علیه السلام

یحذر من الفتن

اللّه و رسوله

وَأَحْمَدُ اللهَ وَأَسْتَعِینُهُ عَلَی مَدَاحِرِ الشَّیْطَانِ وَمَزَاجِرِهِ، وَالْإِعْتِصَامِ مِنْ حَبَائِلِهِ وَمَخَاتِلِهِ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَنَجِیبُهُ وَصَفْوَتُهُ، لاَ یُؤَازَی فَضْلُهُ، وَلاَ یُجْبَرُ فَقْدُهُ، أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ، وَالْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ، وَالْجَفْوَةِ الْجَافِیَةِ، وَالنَّاسُ یَسْتَحلُّونَ الْحَرِیمَ، وَیَسْتَذِلُّونَ الْحَكِیمَ، یَحْیَوْنَ عَلَی فَتْرَةٍ، وَیَمُوتُونَ عَلَی كَفْرَةِ!

التحذیر من الفتن

ثُمَّ إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ أَغْرَاضُ بَلاَیَا قَدِ اقْتَرَبَتْ. فَاتَّقُوا سَكَرَاتِ النِّعْمَةِ، وَاحْذَرُوا بِوَائِقَ النِّقْمَةِ، وَتَثَبَّتُوا فِی قَتَامِ الْعِشْوَةِ، وَاعْوِجَاجِ الْفِتْنَةِ عِنْدَ طُلُوعِ جَنِینِهَا، وَظُهُورِ كَمِینِهَا، وَانْتِصَابِ قُطْبِهَا، وَمَدَارِ رَحَاهَا. تَبْدَأُ فِی مَدَارِجَ خَفِیَّةٍ، وَتَؤُولُ إِلَی فَظَاعَةٍ جَلِیَّةٍ، شِبَابُهَا كَشِبَابِ الْغُلاَمِ، وَآثَارُهَا كَآثَارِ السِّلاَمِ، یَتَوَارَثُهَا الظَّلَمَةُ بالْعُهُودِ! أَوَّلُهُمْ قَائِدٌ لِآخِرِهِمْ، وَآخِرُهُمْ مُقْتَدٍ بأَوَّلِهِمْ، یَتَنَافَسُونَ فی دُنْیا دَنِیَّةٍ، وَیَتَكَالَبُونَ عَلی جِیفَةٍ مُرِیحَةٍ، وَعَنْ قَلِیلٍ یَتَبَرَّأُ التَّابِعُ مِنَ الْمَتْبُوعِ، وَالْقَائِدُ مِنَ الْمَقُودِ، فَیَتَزَایَلُونَ بِالْبِغْضَاءِ، وَیَتَلاَعَنُونَ عِنْدَ اللِّقَاءِ.

ثُمَّ یَأْتِی بَعْدَ ذلِكَ طَالِعُ الْفِتْنَةِ الرَّجُوفِ، وَالْقَاصِمَةِ الزَّحُوفِ، فَتَزِیغُ قُلُوبٌ بَعْدَ اسْتِقَامَةٍ، وَتَضِلُّ رِجَالٌ بَعْدَ سَلاَمَةٍ، وَتَخْتَلِفُ الْأَهْوَاءُ عِنْدَ هُجُومِهَا، وَتَلْتَبِسُ الْآرَاءُ عِنْدَ نُجُومِهَا، مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ، وَمَنْ سَعَی فِیهَا حَطَمَتْهُ، یَتَكَادَمُونَ فِیهَا تَكَادُمَ الْحُمُرِ فِی الْعَانَةِ ! قَدِ اضْطَرَبَ مَعْقُودُ الْحَبْلِ، وَعَمِیَ وَجْهُ الْأَمْرِ، تَغِیضُ فِیهَا الْحِكْمَةُ، وَتَنْطِقُ فِیهَا الظَّلَمَةُ، وَتَدُقُّ أَهْلَ الْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا، وَتَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا ! یَضِیعُ فِی غُبَارِهَا الْوُحْدَانُ، وَیَهْلِكُ فِی طَرِیقِهَا الرُّكْبَانُ، تَرِدُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَتَحْلُبُ عَبِیطَ الدِّمَاءِ، وَتَثْلِمُ مَنَارَ الدِّینَ، وَتَنْقُضُ عَقْدَ الْیَقِینِ، یَهْرُبُ مِنْهَا الْأَكْیاسُ، وَیُدَبِّرُهَا الْأَرْجَاسُ، مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ، كَاشِفَةٌ عَنْ سَاقٍ! تُقْطَعُ فِیهَا الْأَرْحَامُ، وَیُفَارَقُ عَلَیْهَا الْإِسْلاَمُ! بَرِیُّهَا سَقِیمٌ، وَظَاعِنُهَا مُقِیمٌ! منها: بَیْنَ قَتِیلٍ مَطْلُولٍ، وَخَائِفٍ مُسْتَجِیرٍ، یَخْتِلُونَ بِعَقْدِ الْإِیمَانِ وَبِغُرُورِ الْإِیمَانِ; فَلاَ تَكُونُوا أَنْصَابَ الْفِتَنِ، وَأَعْلاَمَ الْبِدَعِ، وَالْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَیْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ، وَبُنِیَتْ عَلَیْهِ أَرْكَانُ الطَّاعَةِ، وَاقْدَمُوا عَلَی اللهِ مَظْلُومِینَ، وَلاَ تَقْدَمُوا عَلَیْهِ ظَالِمِینَ، وَاتَّقُوا مَدَارِجَ الشَّیْطَانِ وَمَهَابِطَ الْعُدْوَانِ، وَلاَ تُدْخِلُوا بُطُونَكُمْ لُعَقَ الْحَرَامِ، فَإِنَّكُمْ بِعَیْنِ مَنْ حَرَّمَ عَلَیْكُم الْمَعْصِیَةَ، وَسَهَّلَ لَكُمْ سُبُلَ الطَّاعَةِ.